ارتفاع حالات التخلي عن الحيوانات الأليفة في بريطانيا بسبب أزمة تكلفة المعيشة
ارتفاع حالات التخلي عن الحيوانات الأليفة في بريطانيا بسبب أزمة تكلفة المعيشة
أعلنت مديرة مأوى مايهيو في لندن، إلفيرا ميوتشي ليونز، أن السنوات الأخيرة شهدت زيادة ملحوظة في حالات هجر الحيوانات، حيث أصبحت التكلفة المرتفعة للمعيشة سببًا رئيسيًا لهذه الظاهرة المقلقة.
فبعد أن كانت المملكة المتحدة تشتهر بحب سكانها للحيوانات الأليفة، باتت اليوم تشهد ارتفاعًا في عدد الحالات التي يتخلى فيها الأشخاص عن حيواناتهم بسبب الأعباء المالية التي تثقل كاهلهم، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، الجمعة.
وأفادت جمعية "منع القسوة على الحيوانات" في بريطانيا بأن أكثر من 5700 حالة هجر للحيوانات قد تم تسجيلها في بداية عام 2025، ما يمثل زيادة بنسبة 32% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وأشار التقرير إلى أن العديد من الحيوانات الأليفة، مثل القطط والكلاب، تعاني من ظروف صحية سيئة نتيجة لعدم قدرة أصحابها على تحمل التكاليف البيطرية.
قصص مؤلمة لأصحاب الحيوانات
تزداد القسوة في هذا الوضع عندما نعلم أن بعض الحيوانات تصل إلى المأوى وهي في حالة صحية سيئة بسبب عدم قدرة أصحابها على توفير العلاج البيطري.
وعلى سبيل المثال، وصل القط فيليكس البالغ من العمر تسع سنوات إلى ملجأ مايهيو بعدما عجز مالكه عن دفع تكاليف العلاج لأسنانه.
وتقول إلفيرا ميوتشي ليونز، مديرة الملجأ، إن مثل هذه القصص تعتبر الأكثر ألمًا، حيث تزداد الحاجة إلى العناية بالحيوانات في الأوقات الصعبة التي يعيشها الكثيرون.
زيادة عدد الحيوانات المهجورة
لقد كانت جائحة كوفيد-19 أحد العوامل التي ساهمت في زيادة عدد الحيوانات المهجورة، حيث شهدت الفترة التي تلت عمليات الإغلاق زيادة كبيرة في تبني الحيوانات الأليفة.
ومع رفع الإجراءات المتعلقة بالجائحة، بدأت هذه الحيوانات تتعرض للإهمال مجددًا، مما أدى إلى تكدس الملاجئ بالحيوانات المهجورة.
وفي ظل ارتفاع معدل التضخم وارتفاع أسعار الأعلاف الحيوانية، يجد العديد من أصحاب الحيوانات الأليفة أنفسهم بين خيارين صعبين: إطعام أنفسهم أو إطعام حيواناتهم.
وتشير إلفيرا ميوتشي ليونز إلى أن المأوى لا يستطيع تلبية الطلب المتزايد بسبب زيادة عدد الحيوانات المهجورة.
دعم أصحاب الحيوانات
يعمل مركز مايهيو بجد لمساعدة أصحاب الحيوانات المحتاجين، حيث يقدم غذاء للحيوانات وعلاجات وقائية مجانية في عيادته البيطرية، لكن مع تزايد الحالات، أصبحت الملاجئ عاجزة عن تلبية احتياجات الجميع، وهو ما يشكل تحديًا مستمرًا للعاملين في هذا المجال.
وفي النهاية، أكدت إلفيرا ميوتشي ليونز أن العاملين في الملاجئ لا يزالون متحفزين رغم التحديات.
وأضافت أن رؤية الفرق التي تُحدث فارقًا كبيرًا كل يوم في حياة الحيوانات تجعلهم يواصلون العمل بكل طاقاتهم، رغم الألم الذي يشعرون به كلما أدركوا أن هناك المزيد من الحيوانات التي لا يمكنهم مساعدتها.
وتظل أزمة تكلفة المعيشة تهدد حياة الحيوانات الأليفة في بريطانيا، ما يعكس تأثيرات الأزمات الاقتصادية على رفاهية الكائنات الحية.
ومن المهم أن تتعاون الحكومة والمنظمات المجتمعية لتوفير الدعم الكافي لمساعدة أصحاب الحيوانات على تجاوز هذه التحديات وحماية الحيوانات الأليفة من الإهمال.